[url=]المصابون يسألون: هل نكافأ على صمودنا؟[/url]
حسين سعد
دعاوى قضائية بحق جرحى مجزرة قانا بتهمة «التزوير»
«نخشى أن يقولوا لنا ان استشهاد اولادنا واهلنا تزوير، ويطلبوا استرداد التعويضات التي لا تساوي أظافر صغيرتي زهراء». هذا ما يقوله أحد جرحى مجزرة قانا الثانية محمد قاسم شلهوب الذي استشهد اولاده الخمسة وزوجته ووالدته وأقاربه.
منذ أيام تلقى محمد «دعوى» عبر مخفر قانا، تطلب منه المثول أمام قاضي التحقيق الاول في بيروت في الواحد والعشرين الجاري، بتهمة تزوير إصابته في المجزرة وتلقيه مبلغ أربعة ملايين ونصف المليون ليرة من الهيئة العليا للاغاثة.
ومحمد ليس وحده، بل هناك عدد آخر من المصابين في المجزرة، وجهت إليهم الاتهامات ذاتها، في وقت تثبت فيه بعض الاوراق الرسمية، ومنها تقارير «مستشفى صور الحكومي»، تعرض هؤلاء للاصابة، التي نتج عنها آلام لا تزال تلازمهم منذ تاريخ وقوع المجزرة في التاسع والعشرين من تموز الماضي، مخلفة سقوط 29 شهيداً.
يقول محمد «انهم يحاسبوننا على صمودنا وتبني خيار المقاومة.. كنت خضعت أكثر من مرة للفحص والتدقيق من قبل اللجان الفاحصة المكلفة من الهيئة العليا للاغاثة بحضور ضباط من الجيش اللبناني، والآن نفاجأ بالدعاوى الموجهة الينا بالتزوير». وتساءل «هل يمكن أن تدعي علينا حكومة السنيورة بعد فترة بأننا نزور استشهاد أولادنا وفلذاتنا؟».
ويشير شلهوب إلى انه أصيب في المجزرة وأدخل الى «مستشفى صور الحكومي» للعلاج، ومن ثم الى «مستشفى لبيب الطبي» في صيدا، ولا تزال آثار إصابتي موجودة في أنحاء جسدي. ويبرز إفادته من مستشفى صور.
هيام ابراهيم هاشم التي أصيبت في رأسها ويدها جراء المجزرة، تبلغت هي الاخرى دعوى التزوير وطلب المثول أمام قاضي التحقيق الاول في بيروت في التاريخ ذاته. تلفت هيام المتشحة بالسواد حدادا على والدها وعشرة من أولاد أشقائها سقطوا في المجزرة الى انها بقيت ثماني ساعات تحت الردم قبل أن يتم انتشالها ونقلها مضرجة بالدماء الى المستشفى في صور. وتقول: «كل التقارير التي بحوزتي من مستشفى جبل عامل تثبت إصابتي، ناهيك عن شهادات كل الذين كانوا معي»، مبدية أسفها لهذا التعامل «اللاخلاقي» مع المصابين وأهالي الشهداء.
أما الشيخ محمد علي شلهوب «المقعد» في منزله، والذي أصيب ايضاً في المجزرة وفقد ابنته زينب وشقيقيه فيقول: «قبضت أربعة ملايين ونصف المليون ليرة تعويضاً عن إصابتي، علماً ان المبلغ لا يكفي لتأمين نفقات العلاج الفيزيائي الذي أواصله منذ حصول الاصابة».
ويضيف: «بعد إصابتي نقلت الى «مستشفى صور الحكومي»، ثم الى «مستشفى جبل عامل» ومن ثم الى بيروت، وكل تقارير المستشفيات بحوزتي. ومن المعيب ان تعاقب الحكومة الناس على صمودهم».
السفير