قراءة سياسية في احداث الشمال وتنظيم فتح الاسلام.

قراءة سياسية في احداث الشمال وتنظيم فتح الاسلام.





تقرير خاص قناة المنار – ندى رعد /
تساءل الصحافي البريطاني الشهير روبرت فيسك ان كان ما حصل هو بالفعل مخطط سوري كما ادعت حكومة السنيورة؟ وان كانت يد سورية تمتد من جديد الى لبنان؟ وان كانت سوريا تعد حقا تنظيم القاعدة في لبنان؟
ثم ذكر روبرت فيسك بانه في العام 2000، اي حينما كان السوريون ما يزالون في لبنان، قامت مجموعة من القاعدة بنصب كمين للجيش اللبناني شمال لبنان، فهل كان ذلك ايضاً اختراعاً سورياً؟
وحول معلومات عن قيام المسلحين بسرقة 1500 دولار من مصرف في طرابلس، تساءل فيسك هل كان الامر يستحق مجزرة كهذه؟
وعن منظمة فتح الاسلام، سأل الصحفي البريطاني هل يضم هذا التنظيم، الموجود في المخيم منذ اشهر، ثلاثمئة مسلح قوي؟
وربط فيسك الاحداث الميدانية بتصريحات المسؤولين، فرأى ان ادعاء السيد السنيورة بوجود محاولة لزعزعة استقرار لبنان تخمين جيد، لكن دون المبالغة فيه. وحول وصف النائب سعد الحريري للمسلحين بالمجموعة الاثمة التي خطفت الاسلام، ذكر فيسك بما قاله الصحفي سايمور هيرش في مقال حديث في صحيفة النيو يوركر، بان سعد الحريري يساعد بشكل غير مباشر على توزيع الاموال السعودية لهؤلاء المسلحين تحديدا.
بدوره استعرض الصحفي في جريدة الاخبار ابراهيم الامين الوضع السياسي والامني الذي سبق اشتباكات الشمال، فرأى انه قبل شهور طويلة وبعد وقت قصير على انكشاف امر فتح الاسلام اعلاميا، نبهت قوى فلسطينية عليمة باوضاع المخيمات قادة سياسيين وامنيين الى ان الامر يتجاوز ما يسرب الى الصحف عن مجموعات منشقة عن فتح الانتفاضة او عن لعبة من مخلفات الاستخبارات السورية في لبنان. حيث جرى التاكيد صراحة بان هذه المجموعات لا تقع تحت هذا التصنيف، وان وجود عناصر سابقة من فتح فيها لا ينفي ان القواعد المتوسعة لها تتألف من مجموعات تعيش في المناخ الايديولوجي والسياسي للجماعات الاسلامية السلفية وان من بين هؤلاء مجموعات من الفارين من اوضاع سياسية وامنية وقضائية، وهم من جنسيات مختلفة، اردنية وسعودية ويمنية ومصرية ومغربية وجزائرية، اضافة الى فلسطينيين يحملون وثائق سورية. وهؤلاء كلهم لا يمثلون اكثر من ثلاثين في المئة من حجم التنظيم الذي يضم غالبية لبنانية، بينهم ممن فروا من الاحياء الفقيرة في طرابلس منذ ما قبل الخروج السوري وان الرابط بينهم هو بناء اطار يؤوي من لا مأوى له، او من هو عرضة للملاحقة الأمنية.
وبحسب هذه المصادر فان التنظيم باشر بناء آليات تواصل مع مجموعات موجودة في كل مخيمات لبنان، ومجموعات تعيش في مدن وبلدات شمالية، في طرابلس او الضنية او المنية او القلمون.
وجرى لفت انتباه قوى امنية رسمية تعمل في فلك تيار المستقبل الى وجوب اخذ الحذر من التعبئة المفتوحة على افق طائفي ومذهبي وان الامر لا يمكن ان يكون محصورا في وجهة معينة.