عيد التحرير يوازي عيد الاستقلال

أعلن رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ان عيد المقاومة والتحرير الذي صادف اليوم الجمعة، اصبح يوازي عيد الاستقلال الذي يحتفل به لبنان في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني
"لان ما جرى في مقاومة العدوان الاسرائيلي هو استقلال حقيقي للبنان"، داعيا الى الالتفاف حول الجيش الوطني والمقاومة الوطنية، وان يكون اللبنانيون يدا واحدة من اجل مصلحة لبنان وحفاظا على قوته.
كلام الرئيس لحود جاء خلال استقباله وفدا من الهيئة التعليمية والادارية في جمعية "النور الاسلامية للتربية والتعليم" جاء للتهنئة بالذكرى السابعة لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي.
والقى المشرف العام للجمعية السيد هيثم امهز كلمة نقل فيها باسم الوفد التهاني للرئيس لحود على انجاز التحرير والدور الذي لعبه للمحافظة على المقاومة الوطنية وتمكينها من تحقيق الانتصارات ضد اسرائيل.
ورد الرئيس لحود على الوفد بتوجيه شكره للتقدير الذي ابداه اعضاؤه تجاه ما قام به لتحقيق انجاز التحرير، مشيرا الى انه كان يقوم بواجباته كرئيس للجمهورية. وتوجه اليهم بالكلمة الاتية "نحن نفتخر بالمقاومة الوطنية، في وقت يلهوننا ويا للاسف بمعارك جانبية، ولهذا السبب يصبح من الصعب على الناس ان يقدروا ما حصل في لبنان، لسنوات مضت. لكن التاريخ سيسجل ان هذا الوطن الصغير بمساحته استطاع ان يتغلب على اقوى جيش كانت الولايات المتحدة تمده بكل ما يحتاج اليه من أسلحة وذخائر، حتى احدث انواعها التي لم تكن الولايات المتحدة ذاتها قد استخدمتها بعد. نعم لقد استطاع وطننا هذا، وهو كبير بعنفوانه وشعبه ان يحقق الانتصار، يخبرنا التاريخ كيف تمكن شاب من التغلب على جبار كانت لديه كل مقومات البطش، وهذه اقصوصة لطالما تغنى بها الفكر الاسرائيلي. منذ ثلاثة الاف سنة حتى اليوم، لقد تمكن لبنان من التغلب على اسرائيل، لان لدى شبابه الاقتناع بأن من تمسك بحقه ووقف للدفاع عنه، ما من احد يستطيع ان يتغلب عليه".
واضاف "هذا الامر وجه كل العيون في اتجاه لبنان، لمعرفة سر هذا الانتصار، وانا اكرر ان اسرائيل لم تنس كيف ان لبنان تغلب عليها، وهي لذلك حاولت بعدوانها عليه منذ قرابة السنة التعويض عن هزيمتها، وقد انهزمت للمرة الثانية، فيما هي تحاول عبثا التفتيش عن انتصار ما، يكون رسالة لباقي الدول العربية، خصوصا وان هذه الدول تقف الى جانبنا، لان ما لم يستطيعوا ان يحققوه، تمكن لبنان من تحقيقه، واسرائيل تريد ان ينسى الشعب العربي الانتصار الذي حققناه. من هنا ان المعارك الجانبية التي نراها لا يمكن ان تكون الا في خدمة اسرائيل التي ستواصل السير في هذه المحاولات، ولكن اؤكد انها لن تعيد الكرة عسكريا، قد تلجأ الى الجو او البحر، ولكنها باتت تعلم انه لا يمكنها الدخول شبرا واحدا الى لبنان. ان الشباب الذين كانوا في ارض المعركة كانوا مستعدين للتضحية بحياتهم من اجل الدفاع عن ارضهم، اما الاسرائيلي فكان، عند اول صعوبة،مستعدا للهروب من لبنان".
وقال الرئيس لحود "أقول ذلك اليوم كي لا ننسى ابدا ان قوتنا في وحدتنا، وعندما نكون متفرقين نصبح مشرذمين وعندها يتمكن العدو منا، من هنا على جميع اللبنانيين، وفي اسرع وقت، ان يجلسوا مع بعضهم البعض، ويشكلوا حكومة وحدة وطنية، وتتوقف الاعتصامات، ويعملوا معا على حل كافة المشاكل القائمة وفق القوانين المرعية الاجراء ووفق احكام الدستور، عندها يستعيد لبنان عافيته ويعود قويا كما كان عند تحقيق الانتصار، وعندما تمكن من صد الهجوم الاسرائيلي عليه".
وتابع "في الوقت عينه، أود التأكيد أننا جميعا يجب أن نكون ملتفين حول جيشنا الوطني، فهو جيش وطني بكل معنى الكلمة، وقوته نابعة من كونه وطنيا ولكل لبنان. ان هذا الجيش يشكل احدى مقومات وحدة اللبنانيين، ويجب أن نكون متنبهين ويقظين للغاية للمؤامرات التي تحاك، والتي امامها تقف واجهات كثيرة، ولكن وراءها جميعا هناك اسرائيل، ويجب علينا الا ندع هذه المؤامرات تنال من لبنان". وختم "اليوم هو من اعز الايام الى قلبي، انه عيد كبير للبنان، وانا واثق انه سيغدو من اهم الاعياد بالنسبة لكل اللبنانيين، في المستقبل، يوم سيكتب التاريخ ما جرى عند التحرير وعند صد الهجوم على لبنان. وللاسف لا يجري تكريم لهذا العيد كما يجب، ولكن هذا لن يمنع من ان يغدو في المستقبل احد اهم الاعياد، فهو يوازي عيد الاستقلال، لان ما جرى في التحرير وفي مقاومة العدوان الاسرائيلي هو استقلال حقيقي للبنان يؤكد كيف ان باستطاعة وطننا ان يتخذ قراراته بنفسه، وان يكون رأسه مرفوعا وما من احد باستطاعته ان يركعه، فهو صاحب حق. ان كل ما نطلبه هو ان يكون كل اللبنانيين يدا واحدة، من دون أي تفكير طائفي او مذهبي، من اجل لبنان ولمصلحته، هنا تكمن قوة لبنان وسنحافظ عليها، انا اشكركم على زيارتكم، ونحن فخورون بكم، ولا خوف على لبنان ما دامت المقاومة الوطنية الى جانب الجيش الوطني".
والتقى الرئيس لحود وفدا من لجنة منظمي مهرجان التحرير والممانعة والصمود الذي يقام مساء اليوم في بلدة كفررمان في الجنوب، ضم الفنان المصري نور الشريف والفنان السوري هاني الروماني والمخرج اللبناني جان شمعون والسادة هاني مقدسي من المؤتمر
الدائم لمناهضة الغزو الثقافي الصهيوني، واكرم ابراهيم من ثانوية اجيال والشاعر محمد حسين معلم من اللجنة، اضافة الى عدد من الاعضاء والمنظمين، وهنأ الوفد الرئيس لحود بعيد المقاومة والتحرير، واعرب الفنانان نور الشريف وهاني الروماني عن وقوفهما الى جانب الجنوب والجنوبيين، واشارا الى ان مشاركتهما في المهرجان دليل تضامنهما في الذكرى السابعة للتحرير. وشكر الرئيس لحود اعضاء الوفد ولا سيما الفنانين الشريف والروماني وشمعون على مساهمتهم في انجاح المهرجان والجوائز التي ستقدم الى المشاركين، مؤكدا أهمية المشاركة العربية في فرحة التحرير والنصر. وتقديرا لعطاءاتهم الفنية والوطنية، منح رئيس الجمهورية كلا من الفنانين نور الشريف وهاني الروماني والمخرج جان شمعون وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذا السعف، وعبر الفنانون الثلاثة عن تقديرهم لمبادرة الرئيس لحود واعتبروها تكريما للفنانين اللبنانيين والعرب الذين يساهمون في ابراز الانتصار اللبناني في المجال الفني.