اللهم صلي على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشر ف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين المعصومين....
لنقرأ معا هذه الحقيقة المهدوية التي تخبرنا عن محب مجنون لانه اساء لمحبوبه ونظر الى غيره نظرة المرتاب مما ادى به الى ان يقول هل هذه العين التي رات حبيبي هل هذه العين التي رأيت فيها مولاي الحجة كيف انظر الى غيره بها ام كيف انظر الى المحارم بعده ؟
نقل السيد العلامة آية الله الحاج السيد احمد المددي عن المرحوم آية الله الحاج السيد احمد الاردبيلي نقلا عن أبيه بان المرجع الورع المرحوم الحاج السيد محمد الفشاركي الأصفهاني ذكر له :
رأيت في بعض الأيام شيرازيا مجنونا يطارده الصبيان ويضحكون عليه . وبعد أيام دخلت مسجد للعبادة في غير وقت الفريضة . فلم يكن فيه احد سواي وبينما أخذت اتهيا للعبادة شعرت بدخول شخص إلى المسجد . فالتفت وإذا به ذلك المجنون . فاستترت خلف عمود عريض هناك كي أراقبه ماذا يريد أن يفعل .
فرايته ينظر إلى جوانب المسجد . وبعد أن اطمأن بعدم وجود احد شرع في صلاته بخشوع وقراءة متأنية في أجزائها وأذكارها وادعيتها كواحد من أفضل العقلاء فكنت متحيرا مما رايته منه ، كلما أمعنت النظر فيه لم أجد عليه اقل علامة للجنون . راقبته في مزيد من الدقة حتى ملكتني الدهشة ولما انتهى وأراد أن يمشي أسرعت إليه فاخذ يموه عليّ شخصيته الحقيقية بتصرفات جنونية قلت له : يا هذا إني رايتك منذ دخلت المسجد فقد دلتني صلاتك الخاشعة على انك إنسان عاقل ولست كما تظهر به نفسك في الطريق قل لم تتصرف كالمجانين ؟ فلم يجبني إلا بحركات جنونية أصر بها أن يغطي عليّ شخصيته .
فكلما رجوته أرى إلا إصرارا على التمويه وهو يسعى إلى التهرب مني . وهنا قلت له : اقسم عليك بحق الذي جننت من اجله قل لي الحقيقة !
بهذا القسم انهمرت دموعه وبكى .. فعلمت إني وضعت اصبعي على جرحه ! نظر إلي هنيئة ثم قال : ما دمت قد أقسمت عليّ بمن جننت من اجله فاني أخبرك بحقيقة أمري ، فلقد كنت كثير اللقاء والنظرالى الإمام الحجة صاحب العصر والزمان ( روحي فداه ) ولكن بسبب معصية صدرت مني ولّت عني هذه السعادة ومثلي ليس له إلا الجنون تعبيرا عن شقائه وخسارته ن فلقد أصبحت الدنيا عندي بلا أهميه .
قلت : هل يمكنك الإفصاح لي عن تلك المعصية ليعتبر الناس ويرتدعون ؟ قال : إني نظرت إلى امرأة أجنبية نظرة ريبة وشهوه . أفهل تستحق هذه العين الخائنة أن تنظر إلى جمال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن (ع) مرة أخرى والآن فهل تعلم خاسرا أشقى مني ؟!
( نقلا عن كتاب أروع القصص ص178).
تقبلوا تحياتي العطرة
بنت جنوب لبنان