قصة حب بين سيدة وغوريلا !!!
تتناقل مدينة روتردام الهولندية هذه الأيام ما سمته "قصة حب بين سيدة وغوريلا"، إذ هكذا تبدو وكأنها مستشفة من قصص "كينغ كونغ" السينمائية التي نبهت إلى تعلق نوع من القردة بالإنسان. ويعود الأمر لحادث هجوم حاد تعرض له قبل بضعة ايام بعض زوار حديقة حيوان بليغدورب في روتردام، بعد ان تمكن قرد ضخم من فصيلة الغوريلا يطلق عليه اسم "بوكيتو" من عبور حاجز مائي بعمق 3 أمتار، والانطلاق هائجا مكسرا ومحطما ومعترضا عددا من الزوار، مما استدعى طلب النجدة من قوات خاصة. وتمكن مشرف طبي من تخديره برمي حقنة إصابته من بُعد، بعد حصاره داخل مطعم في الحديقة تعرض للدمار والخراب اثر تحطيم الغوريلا للكثير من مقاعده وطاولاته.
وهذه "الثورة" المنفلتة للغوريلا "بوكيتو" الذي يبلغ من العمر 11 عاما، طرحت سؤالا جوهريا وأثارت الكثير من الحيرة عن الأسباب التي دفعت ببوكيتو لرمي نفسه داخل الماء غير مبال بالغرق، وهو المعروف عنه تحاشيه للمياه؟! ولكن سرعان ما بدأت الحقيقة تظهر، إذ اتضح أن سيدة تدعى إيفون كانت من الزوار شبه اليوميين لبوكيتو. وكانت تقضي ساعات تستمتع بمراقبة بوكيتو. ومع مرور الزمن تعود الغوريلا على وجودها في ساعات محددة تهتم بالنظر اليه وتظل تبتسم لكل ما يأتي به من حركات. وهكذا تعود على وجودها الذي صار جزءا مكملا ليومه. إلا أنها (إيفون) في ذلك اليوم جاءت على غير العادة مصطحبة زوجها وابنتها. ولم تتوقف، كما هي عادتها، بل رمته بمجرد نظرة عابرة مع إشارة من بعيد. ويبدو ان تصرفها ذاك قد "لخبط" ما تعود عليه بوكيتو، فثارت ثائرته واندفع غير مبال بما كان يخاف ويخشى، الماء، وعبر الحاجز المائي العميق، منطلقا وراء السيدة. وفي طريقه إليها فعل ما فعل وكسر ما كسر. وعندما وصل اليها انقض عليها مسببا لها إعاقة خطيرة في يدها اليسرى.
وبعد ان أفاقت ايفون دو هوترود مما اصابها من كسور ورضوض وكدمات، كشفت السر، معلنة انها ورغم ما أصابها تعذر بوكيتو، الذي ما يزال مفضلا عندها وانها ستعاود زيارته كما دأبت منذ سنوات. وعلق فراي دو فال، الخبير في شؤون الغوريلا، في حديث مع صحيفة "الكورونه" النمساوية التي نشرت القصة نقلا عن وسائل الإعلام الهولندية، ان التاريخ شهد كثيرا من العلاقات والارتباطات العاطفية بحكم التعود بين نساء من بني الإنسان وذكور من الغوريلا. وقد نجحت صناعة السينما في هوليوود في تجسيم ذلك. لكن يبدو ان روتردام تعيش قصة "كينغ كونغ" حقيقية. مؤكدا ان لغة العيون لغة تفهمها الغوريلا، ويحدث أحيانا أن ينشأ نوع من الارتباط العاطفي بسبب العناية والرعاية التي تسبغها النساء على اطفال الغوريلا ومن ثم يرتبط بها الذكر،