ملتقى عيترون جنوب لبنان لنصرة اهل البيت(ع)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى عيترون جنوب لبنان لنصرة اهل البيت(ع)

ملتقى عيترون جنوب لبنان
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زلزال
المدير العام
المدير العام
زلزال


عدد الرسائل : 1174
العمر : 110
Localisation : الحدود اللبنانية الفلسطينية
تاريخ التسجيل : 07/04/2007

حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع Empty
مُساهمةموضوع: حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع   حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع Icon_minipostedالثلاثاء يوليو 17, 2007 5:09 am

[img:24cf]http://www.assafir.com/Photos/Photos17-07-2007/173016[047]1.JPG[/img:24cf]

يعبر في شارع في عيترون ( علي علوش)

السفير جهاد بزي

عيترون :
المحل واسع. يطل على المبنى البلدي وعلى بركة عيترون التي ردمت وصارت ملعب كرة قدم. ما زال المحل فارغاً. حسين بعلبكي يجلس الى مكتب صغير في مقدمه. خلفه رفوف عليها بضعة كتب، وعلى رصيف المحل تتراصف الصحف اللبنانية على لوحتها الخاصة بها. هذه مكتبة، أو بالأحرى بداية مكتبة جديدة.
المكتبة القديمة احترقت بما فيها. كتب أدبية ومدرسية وغيرها. كان الناس يقصدونها من المحيط كله. الكتب كالعصافير، ملونة ومنوعة. حين تحترق، تترك غصة مضاعفة: ثمنها، وقيمتها.
يعيد بعلبكي بناء مكتبته من جديد. امضى عشرين يوماً في الحرب في عيترون. كانت المعارك تجري في الحقول في محيط البيت. لا مفردة تصف تلك الايام غير «رهيبة». حضر الرجل كل الحروب منذ سنة .1948 لم يمر عليه كهذه. غير أنه كان يرى شباناً عرباً يقاتلون الاسرائيليين ويمنعونهم من دخول البلدة مرتين متتاليتين. أصيب بيته بقذيفتين وهو وعائلته فيه. نزحت العائلة يوم الهدنة. تضرر البيت وراحت المكتبة. أهميتها عنده بأهمية البيت.
بعلبكي، الشيوعي القديم الذي فصل في الستينات من الحزب ورفاقا له بسبب توقهم الى التغيير، كما عادة الشيوعيين دائماً، يقول إن عيترون لها تاريخ عريق في السياسة. هذا يعني قبل الاحتلال الاسرائيلي. كانت واجهة النضال الاجتماعي في الجنوب خلال ايام الحزب الشيوعي الذهبية. الشيوعيون في زمن أحمد بك الأسعد نفسه اخذوا مقاعد البلدية كلها.
الدولة ما زالت غائبة. منذ تلك الأيام، وصولاً الى الاحتلال ثم التحرير، ثم ما بعد الحرب، والدولة غائبة ومتقاعسة. المال الذي دفعه حزب الله جعل الناس يستأنفون بعض حياتهم. عادت زراعة التبغ وعادت المواشي، وكما غيرها، صارت البلدة ورشة. لكن النفوس تغيرت. باتت متعبة. كان الوضع الاجتماعي قبل الحرب مقبولاً قياساً الى ريف مغبون. اعادت الحرب عقارب الساعة الى الوراء..
سياسة!
الساحة أمام البلدية خالية. يمر طريف سلامة بشاحنته الصغيرة. يتوقف ليلقي التحية. شاب ثلاثيني لوحت الشمس بشرته نلتقيه ثانية بعد لقاء أول على شرفة واسعة في بيت بعيد من بيوت عيترون.
تلك الشرفة تخص مزراعاً وتطل على فسحة صغيرة كانت بناء من طابقين ومحلات اسقطتها الحرب. تخص شقيق المزارع ولم يبدأ بالبناء بعد، منتظراً التعويض من السعوديين المتكفلين اعمار عيترون.
أمام هذه الأرض تقبع، خردة مصابة بالصدأ، الرافعة التي كان يملكها طريف الذي يعمل في الإنارة ثمنها نحو ثلاثين الف دولار. خسر طريف ايضاً محول كهرباء ولمبات إضاءة كبيرة.
يجلس على الشرفة صاحب البيت وزوجته وبناته، ويجلس قريب لهم آتٍ من الكويت وصديق طريف الآتي من استراليا. هذان ليسا في سياحة. هما في عيترون من أجل ملاحقة التعويضات التي تخصهما بعد الأضرار في منزلهما. مغتربو عيترون لم يأتوا هذه السنة.
ما الشغل الشاغل هنا؟ نعم. انه الإعمار. الدفعة الأولى قدمت ورفع الناس الأعمدة ثم تأخرت الثانية. وانقسم الناس بين منتظر على مضض وبين مستدين يريد أن يعود الى ظل سقف بيته. وفي كل يوم يقولون الدفعة الثانية غداً. وهكذا.
خسارة طريف ماثلة في الحديد الصدئ. غير أنه بكّر في ترميم عمله وحياته. استدان من صديقه المغترب الاسترالي وابتاع رافعة أخرى، وبدأ العمل. الصديق يطالب ممازحاً بالاسراع في التعويض على طريف كي يسترد الدين منه.
ما ان يستفيض طريف في الحديث قليلاً، وتنساب عباراته منظمة وواضحة، حتى يفضح هويته السياسية قبل ان يعلنها صراحة: شيوعي. يقول إن لجنة مسح الأضرار رفعت تقاريرها الى وزارة الزراعة بشأن خسارة مزارعي التبغ في عيترون. لكن الأمر على ما يبدو إحصائي وليس تعويضياً. لأن احداً لم ينل تعويضاً عن خسارة الموسم الذي يكون في العادة الدخل الوحيد على امتداد سنة برمتها. مع ان انتاج عيترون من التبغ معروف ومحسوب ويمكن التعويض بحسب الرخصة التي يحملها المزارع. الرخصة الواحدة هي لدونم ارض وتعادل أربعة ملايين ليرة.
هؤلاء الذين يشكون التبغ ورقة بورقة يعجزون عن تبديل حيواتهم فجأة والانتقال الى بيروت مثلاً أو الى قرية اخرى. بقاؤهم فرض عليهم، ومن تضرر منزله أو تهدم كان عليه ان يدبرّ رأسه، ان يستدين كي يعود الى بيته وأرضه.
يعود الحجر، يقول طريف، لكن ما الذي يعيد الاستقرار؟ انتهت الحرب وبدأ حديث التعويضات. نسي الناس الحرب نفسها، كأنها مضت منذ سنوات بعيدة. لم يحكوا عن نتائجها العامة. لم يسأل أحد الى اين نذهب بعدها، وماذا علينا ان نفعل. اختلفت الأولويات لأن اليوميات المعيشية كانت ضاغطة. كثير من المغتربين الذين رفعوا فيلاّت، ليسوا مستعدين تماماً لإعادة الكرّة. حتى أولئك الذين كانوا في السابق قرروا العودة والاستثمار في مشاريع زراعية أو في مزارع دواجن أغلقوا مشاريعهم وغادروا. كيف يمكن اليوم اغراء هؤلاء بالعودة الى لبنان كله؟ عدم الاستقرار ليس حكراً على المناطق الحدودية غير المعزولة عن التأثيرات السياسية والاقتصادية لباقي البلد..
عند هذه النقطة ينفتح الحديث على السياسة. يصير نقاشاً قد يكون ممتعاً على الشرفة الجنوبية الهانئة، لكنه ليس موضوعاً لهذا النص.
فاطمة وسكينة
تدور فناجين قهوة أخرى في الباحة الداخلية لبيت عيتروني آخر. تحت مسابك التبغ الذهبية المدلاة من السقف تجلس فاطمة وسكينة الأخرس، وتحكيان. اللقاء صدفة بسكينة في الطريق لحقه إصرار هائل على الزيارة. سكينة محجبة، اما فاطمة فليست كذلك. فاطمة تتباهى بشعر اسود قصير لامع وشخصية قوية.
أربعينيتان. في البيت نعرف انهما منيتا بمجزرة هنا، حيث نجلس وعند البوابة الحديدية للبيت حيث استشهدت منال الصبية التي اتت وشقيقتها زوجة ابن الخال، وفي الطرف المقابل للزقاق، حيث كان بيت الخال الذي راح وعائلته. استشهد 11 شخصاً، منهم والد فاطمة وسكينة. الخال أسس لعائلة لبنانية كندية كانت في صيفية القرية. لم تمهلها الحرب. وقعت المذبحة في ايام الحرب الأولى. عيترون، في يوم آخر، فقدت 13 من ابنائها تحت ركام منزلي محمد وحسن عواضة، وفي يوم ثالث، خسرت أربعة من ابنائها كانوا قد ظنوا انهم نجوا من الجحيم، فإذا بالمقاتلة الاسرائيلية تقتلهم في البرج الشمالي.
تلوح سكينة بساعدها مشيرة الى الباحة وتفلت منها العبارة: كانت الأشلاء تحيط بنا..
مهلاً. هذه ذكرى شديدة الخصوصية. فاطمة وسكينة لا تريدان استرجاعها. فاطمة كانت قد طردت صحافيين كنديين أتوا ليصوروا. ماذا؟ يريدون تصوير الجنوبي وهو يبكي ويندب ويلطم؟ لا والله. ثم ما الذي سيستفيدونه من هذا وما الذي سأستفيده؟ والدي لن يعود. والدي الذي علمني أن الفلاح يعتمد على يديه ولا يمدهما لأحد. ها هو والشهداء في المقبرة. أطل عليهم. أبكيهم في سري. لكنني لن ابكي أمام أحد. حزني في قلبي. لكنني وشقيقتي قويتان. تابعنا حياتنا. أدخل الى البيت وأنظر. لا ينقصه قشة. لم نقبل بأخذ تعويض عن شهيدنا. لا. لم يكن ليقبل. ثم اننا فلاحون. أعمل انا وسكينة في التبغ. نزرع دونمين ونشكهما ونبيعهما. لم ننتظر. رممنا البيت من المال الذي تركه والدنا. وعملنا. كنت أذهب الى الحقلة على الحمار. قالوا يا فاطمة أهناك من ما زال يذهب الى الحقلة على الحمارة. ذهبت واشتريت سيارة. قالوا فاطمة انتقلت الى الحضارة. احمل شتلات التبغ في السيارة، واذهب بالسيارة الى البنك الذي فتحت فيه حساباً. لسنا بحاجة الى أحد. بيتنا يبرق برقاً وبرادنا ملآن ومؤونتنا كاملة. هل كنا لنجلس ونبكي؟ لا. الصحافية الاسترالية التي اتت لترانا نبكي خرجت من عندنا محملة بزيت الزيتون والمربى والصعتر. كي يعرف الأجانب من هو الجنوبي. كي يعرفون من هو الفلاح..
فاطمة معتدة بأن المجزرة لم تكسرها وأختها، وأنهما قامتا منها أقوى، لأنهما تعلمتا في عام واحد أكثر مما يتعلمه إنسان في دهر.
تقول: أنظر، ثم تفتح يديها: ما دام في بيتك طحين...
تنقطع عبارتها، هي التي تقصد ان الكفين يجلبان الطحين الى البيت. والطحين بركة.
تقطع عبارتها وتحدق كي ترى ما إذا وصلت رسالتها. تبتسم ابتسامة واسعة وتنظر الى شقيقتها. تبادلها هذه الابتسامة ذاتها. يمتلئ بيتهما بفخرهما الهائل.





[img:24cf]http://www.assafir.com/Photos/Photos17-07-2007/18401[047]2.JPG[/img:24cf]

عادوا إلى الحقول في عيترون (علي علوش)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aytarounlb.yoo7.com
qider1978




عدد الرسائل : 1
تاريخ التسجيل : 11/06/2007

حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع Empty
مُساهمةموضوع: رد: حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع   حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع Icon_minipostedالثلاثاء يوليو 17, 2007 11:48 am

مشكور ياخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
3al day3a
مشرفة
مشرفة
3al day3a


عدد الرسائل : 1065
تاريخ التسجيل : 13/04/2007

حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع Empty
مُساهمةموضوع: رد: حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع   حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع Icon_minipostedالسبت يوليو 21, 2007 2:11 pm

مشكور زلزال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Amin Aytaroun
عيتروني جديد
عيتروني جديد
Amin Aytaroun


عدد الرسائل : 29
Localisation : أ لـمـــــا نـيـا / عـلى ضـفـا ف نـهـر ا لـرا يـن
تاريخ التسجيل : 26/04/2007

حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع Empty
مُساهمةموضوع: رد: حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع   حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع Icon_minipostedالخميس أغسطس 02, 2007 5:58 pm




مريم خائفة من هدير الطائرات وأم محمد رمت منديلها الأبيض
حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع

مشكور أخ زلزال على الموضوعـين ؛ أنبكي على الذين في لبنان , أم نبكي على أنفسنا , المهم أنو بكينا و فشينا خلقنا , و الله يساعد الجميع و يرجعنا على بلدنا , و نطلب من الله أن يغير هالأحوال بأحسن منها ...

أخ أبو علي هذا المشوار لم يسعدنا الحظ بلقائكم , فإلى اللقاء إن شاء الله , سلامنا للجميع .

الجمعة 3ـ8ـ2007 حوالي الثانية صباحا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حيوات عيترون ترمم أيامها: فاطمة وسكينة لن تستجديا الدموع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انواع الدموع
» ** ( في ذكرى إستشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام ) **
» كبت الدموع يؤدي إلى إصابتك بالصداع والامراض
» **أسرار وأثار تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام **
» تعريف بلدة عيترون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى عيترون جنوب لبنان لنصرة اهل البيت(ع) :: اقسام بلدة عيترون :: اخبار متنوعة عن عيترون-
انتقل الى: