اعلن حزب الله اللبناني انه بات الان مستعدا لحرب جديدة مع اسرائيل هذا الصيف، فيما بدأ ثلاثة من اعضاء الحزب الذين اعتقلتهم اسرائيل خلال حرب الصيف الماضي، معركة امام القضاء للحصول على الحماية القانونية التي تمنح لاسرى الحرب.
وقال نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله اللبناني في حديث لصحيفة الغارديان البريطانية نشر الاربعاء "نحن مستعدون لمغامرة اخرى محتملة (من جانب اسرائيل) او بناء على متطلبات السياسة الاميركية التي يمكن ان تدفع الجيش الاسرائيلي في ذلك الاتجاه".
وتدفع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا باتجاه تشكيل لجنة خبراء خاصة تابعة للامم المتحدة لتحري عمليات تهريب الاسلحة المتواصلة الى حزب الله عبر الحدود بين لبنان وسوريا.
ويأتي هذا التوجه غداة زيارة امين عام الامم المتحدة بان كي مون الى المنطقة، والتي قام بعدها بتقديم تقرير الى مجلس الامن الدولي حول عمليات التهريب هذه.
وقال بان في تقريره انه تلقى "معلومات من اسرائيل وبلدان اخرى" تتضمن ادلة على حصول عمليات تهريب من سوريا، وهو ما وصفه بانه يشكل "انتهاكا صارخا" لقرارت مجلس الامن بما فيها القرار الذي قاد الى وقف الحرب الاخيرة.
ويدعو ذلك القرار، والذي يحمل الرقم 1701 كافة المجموعات اللبنانية لنزع اسلحتها، باستثناء الجيش اللبناني.
ووفقا لصحيفة الغارديان، فقد اتهم قاسم الولايات المتحدة بانها تشن حربا سرية ضد حزبه عبر تسليح مناهضيه والسعي الى تقويض الجيش اللبناني.
وفي هذا تنقل عنه قوله ان "ديك تشيني (نائب الرئيس الاميركي) اعطى اوامره بشن حرب سرية ضد حزب الله..هناك الان برنامج اميركي يستغل لبنان لتوسيع اهدافه في المنطقة".
وطبقا للصحيفة، فان هذه الاتهامات تأتي عقب تقارير تحدثت عن حصول وكالة الاستخبارات الاميركية (سي أي ايه) على تفويض للقيام بنشاط سري "غير دموي" ضد حزب الله كجزء من استراتيجية اوسع لمنع انتشار النفوذ الايراني في المنطقة.
لكن قاسم اتهم الحكومة اللبنانية بتسليح المجموعات الاخرى عبر البلاد قائلا ان "هذا يحدث بمعرفة رئيس الوزراء (فؤاد السنيورة) ويتم تسهيله من قبل قوى الامن التابعة له".
ورفض قاسم الاتهامات بان حزب الله يسعى الى تقويض الحكومة اللبنانية، وقال ان الادارة الاميركية قد اجهضت مساع قامت بها الحكومة والمعارضة التي يقودها الحزب من اجل التوصل الى اتفاق ينهي الازمة السياسية الراهنة في البلاد.
واضاف "نعتقد انه لولا التدخل الاميركي لكنا تمكنا من حل مسالة المشاركة في الحكومة منذ فترة طويلة".
وتابع قائلا ان "اميركا تجبر قوات الحكومية على اطالة امد الازمة، لانهم يريدون ثمنا لها..يريدون اقحام لبنان في مفاوضات تصب في صالح اسرائيل ومخططاتهم من اجل شرق اوسط جديد".
مواجهة أمام القضاء
وبعد ثمانية اشهر على الحرب الاسرائيلية على لبنان انتقلت المواجهة بين اسرائيل وحزب الله الى القضاء الثلاثاء حيث سعى ثلاثة من اعضاء الحزب الشيعي اعتقلتهم الجيش الاسرائيلي خلال المعارك في جنوب لبنان الى الحصول على الحماية القانونية التي تمنح لاسرى الحرب.
وتسعى اسرائيل الى وصف الثلاثة بانهم "مقاتلون غير شرعيين" وهو نفس التوصيف الذي تستخدمه الولايات المتحدة لحرمان معتقلي غوانتانامو من المحاكمة امام المحاكم الاميركية.
الا ان محامي الدفاع عن المعتقلين يطالبون بان يحظوا بالحماية التي توفرها المعاهدات الدولية الخاصة باسرى الحرب.
وفي جلسة استماع اولية الثلاثاء قال الدفاع ان حزب الله كان يعمل بتفويض من الحكومة اللبنانية فيما قال الادعاء ان حزب الله لا يعكس سياسة الحكومة اللبنانية.
واذا اعتبر الثلاثة "مقاتلين غير شرعيين" فانهم سيواجهون تهم القتل واحتمال ان يبقوا في السجون الاسرائيلية لفترات طويلة. اما في حال اعتبروا اسرى حرب فلن يحاكموا وسيبقون في الاسر حتى تجري عملية تبادل بين اسرائيل وحزب الله.
واعتقل الجيش الاسرائيلي محمد عبد الحميد سرور (20 عاما) وحسين سليمان (23 عاما) وماهر حسن كوراني (30 عاما) في 4 و9 اب/اغسطس في قريتي عيتا الشعب وشوكين اللبنانيتين الحدوديتين مع اسرائيل حين كانت تدور معارك ضارية كما يؤكد محاموهم.
ووجه الادعاء اليهم تهم "محاولة القتل" لانهم حاولوا نصب مكمن لجنود اسرئيليين و"الانتماء الى منظمة ارهابية". ويتهم حسين سليمان كذلك بالمشاركة في خطف الجنديين الداد ريغيف وايهود ولدواسر اللذين شنت اسرائيل على اثره الحرب في تموز/يوليو من العام الماضي.
وقالت سمادار بن ناتان محامية سليمان وكوراني "نحن ندفع بانهم اسرى حرب لانهم مقاتلون شاركوا في حرب بين بلدين اسرائيل ولبنان".
وتضيف "لبنان لم يرسل قوات الى الجنوب لحمايته او لمواجهة الجيش الاسرائيلي لكنه تركه في ايدي حزب الله. وهكذا يعتبر حزب الله جزءا من القوات اللبنانية".
وترفض وزارة العدل الاسرائيلية تماما هذه الحجج وتؤكد ان حزب الله "ميليشيا ارهابية غير مشروعة" وليس باي حال "جيشا نظاميا".
وقال المتحدث باسم الوزارة موشيه كوهين ان "النظام القضائي قرر انه ستتم محاكمتهم بوصفهم اشخاصا ارتكبوا جرائم ضد دولة اسرائيل".
واضاف "لا يمكنهم ان يتمتعوا بمزايا اسرى الحرب لانهم لم يلتزموا بقواعد القتال. فقد كانوا يطلقون النار من بين منازل المدنيين (...) عليك ان تدفع ثمن افعالك".
لكن المحامين سيعملون استنادا الى تصريحات مسؤولين سياسيين اسرائيليين ولبنانيين لكي يبرهنوا ان اسرائيل دخلت في نزاع مع دولة اخرى وانها خاضت حربا تنطبق عليها احكام القانون الدولي.
وقال المحامي عن سرور "يوم خطف الجنديين الاسرائيلييين (12 تموز/يوليو 2006) اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لبنان بذلك. قال ان ذلك يعتبر هجوما على دولة ضد دولة اخرى".
واضاف ان الرئيس اللبناني اميل لحود اكد من جهة اخرى "باستمرار خلال الحرب ان حزب الله جزء من المقاومة الوطنية ومكمل للجيش".
ويطالب المحامون كذلك بالمعاملة بالمثل مع الجنديين الاسرائيليين. وتقول المحامية بن ناتان "اعتقد انه لا يوجد احد في اسرائيل يعارض كونهما اسرى حرب. ولذلك على الحكومة ان تمنح (اللبنانيين الثلاثة) هذا الوضع". ومن المقرر ان يستأنف النظر في القضية في 26 نيسان/ابريل.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
موضوع: حزب الله ينهي استعداداته لحرب جديدة هذا الصيف 
السبت أبريل 14, 2007 2:21 pm
