ما الذي يجمع بين منطقة جامعة بيروت العربية التي أصيب فيها عدد من طلاب الجامعة بالرصاص بعد ظهر يوم الخميس، وبين منطقة المدينة الرياضية التي استشهد فيها ثلاثة من أنصار المعارضة الوطنية وأصيب أكثر من ثلاثين عنصراً للجيش اللبناني بالرصاص أيضاً، وبين منطقة قصقص التي سقط فيها الشهيد أحمد محمود؟
ما الذي يجمع بين منطقة جامعة بيروت العربية التي أصيب فيها عدد من طلاب الجامعة بالرصاص بعد ظهر يوم الخميس، وبين منطقة المدينة الرياضية التي استشهد فيها ثلاثة من أنصار المعارضة الوطنية وأصيب أكثر من ثلاثين عنصراً للجيش اللبناني بالرصاص أيضاً، وبين منطقة قصقص التي سقط فيها بتاريخ الثالث من كانون الأول الماضي الشهيد أحمد محمود؟
إنها حدود منطقة طريق الجديدة ورصاص القناصة، وبين القاسمين المشتركين يتقاطع إسم تيار المستقبل الذي لطالما تباهى بأنه تأسس بعيد انتهاء الحرب الأهلية.
تشريح هذا الاستنتاج ليس صعباً، فالإبصار هو أصدق دوماً من الاستماع لمن يريد الحقيقة. فالأبنية التي وقف عليها القناصة بلا أي شك تقع في منطقة طريق الجديدة وحي الفاكهاني تحديداً، وهي المنطقة المشهورة بأنها معقل تيار المستقبل وبؤرة أنشطته المركزية. فأي قناص في هكذا منطقة يعتلي سطحاً يطمئن إليه أمنياً لو لم يكن مرتبطاً بهذا التيار أو على الأقل منسقاً معه.
هذه المسلمة يضاف إليها واقعة إثبات أخرى. فوفقاً للمعلومات التي حصلت عليها قناة المنار من مصادر أمنية موثوقة، كشفت التوقيفات التي قام بها الجيش اللبناني بحق مسلحين أطلقوا النار في طريق الجديدة أن عدداً من هؤلاء ينتسبون تنظيمياً لتيار المستقبل منهم على سبيل المثال المدعو مازن سمير عمار الذي ضبط ملثماً أثناء إستخدامه رشاشاً حربياً على مقربة من جامعة بيروت العربية. وفي صورة ظهرت على غلاف صحيفة السفير، يظهر المدعو حسن صيداني صاحب قهوة الدامرجي والمسؤول في تيار المستقبل، أثناء إطلاقه النار من مسدس حربي على أنصار المعارضة في المكان نفسه، علماً أن صيداني إرتبط إسمه بتنظيم المجموعات المسلحة لتيار المستقبل التي افتعلت أحداث قصقص في الثالث من كانون الأول الفائت.
وإذا كانت التوقيفات لم تؤد حتى اللحظة وفق المصادر الأمنية إلى كشف هوية أحد من القناصين، فإن الصور التي عرضتها قناة المنار لقناصين ظهرت فيها وجوههم شكلت مادة تحرية للقوى الامنية لملاحقة هؤلاء، خصوصاً بعد الاستهداف المقصود للجيش اللبناني الذي سقط له أكبر عدد من الاصابات تجاوز الأربعين عسكرياً بينهم أربعة ضباط، وهذا ما لم يحصل سابقاً حتى إبان الحرب الأهلية.
]
ضياء ابو طعام