ظننّا في البداية أنّه بارد الأعصاب، فتبيّن مع الوقت أنّه بليد، ليس إلّا.
وصار يُفترض بنا، منذ تلك اللحظة، أن نكون باردي الأعصاب كي نتحمّل بلادته.
هذا كل ما في الأمر.
يبدو الأمر بسيطاً، كلّا إنّه ليس كذلك، فهذا أيضاً نوع من البلادة في الاستنتاج.
أعزّائي، إنّه لم يفعل أدنى شيء، حتى.
لم يتقصّد حتى إفهامنا بلادته، فهو بليد وقد اكتشفنا ذلك لاحقاً.
نحن من ظننّا أنّه بارد الأعصاب، ثمّ عُدنا ودُهشنا لاكتشاف البلادة.
نحن من يفعل الشيء وعكسه، نحن من يبدّل في المواقف، وهو ثابتٌ وبليد.
نحن المخطئون إذاً، فالوحيد الذي لا يخطئ هو من لا يفعل شيئاً.
نحن من حاول أن يحلّل، ويتذاكى ويتعمّق في التفكير الخاطئ.
لقد كسب المعركة دون خسائر تُذكَر: إنّ خسائره صفر.
يبقى علينا الآن أن نفكّر قبل أن نفكّر، حتى لا نفكّر بشكل خاطئ، هذا إذا أردنا أن نكسب المعركة.