يدور لغط في بلدة عيترون، اثر قيام بلديتها بردم بركة تجميع مياه الأمطار، الواقعة في وسط البلدة والتي تستعمل عادة من قبل المزارعين لري الاراضي الزراعية، خاصة خلال موسم زراعة الدخان الاكثر انتشارا في البلدة والقرى المجاورة لها، مستفيدة من الردم الناتج عن الابنية التي دمرها العدوان الاسرائيلي على البلدة.
وتعود بركة البلدة الى عشرات خلت من السنين، حيث كان تواجد هذا النوع من البرك والتجمعات المائية الصناعية في القرى وبالقرب من الاراضي الزراعية، يعد ضرورة اساسية بالنسبة للسكان، ان على الصعيد الزراعي او على صعيد الاستخدامات المنزلية المختلفة. وقد اثارت هذه الخطوة ردود فعل مختلفة بين مؤيد ومعارض بين اهالي البلدة الحدودية، خاصة عند اولئك الذين يعتبرونها من الأوجه التراثية للبلدة، كما يشير علي توبة، الذي يقول: <لطالما كانت البركة او الساحة المحيطة بها ملتقى وتجمعاً لأهالي البلدة في مواعيدهم اليومية. كما انها مركز تجمع الشباب وملتقاهم>. ويضيف: <ان بركة عيترون بموقعها الحالي ارتبطت بذاكرة الكبار والصغار في البلدة ولا يمكن الاستغناء او تخيل عدم وجودها بسهولة>.
مقابل هذا الرأي المعارض لفكرة ردم البركة، يوافق حسين مواسي على الردم، باعتبار ان وجود البركة وسط البلدة الآن وبعد المد العمراني اصبح عائقا امام إمكانية توسيع الطرق وغيرها من المشاريع الانمائية. كما ان تسرب قسم من المياه الآسنة الى مياهها يشكل خطرا على الصحة العامة. لذلك يعتبر مواسي انه من الأفضل تغيير موقع البركة ونقلها الى مكان قريب من الاراضي الزراعية. وهذا ما يبدو ان البلدية في صدد فعله، حيث تشير مصادرها الى انه ونتيجة شدة القصف الاسرائيلي من جهة وقدم جدران البركة من جهة اخرى، تصدعت تلك الجدران بشكل كبير وزاد تسرب المياه الملوثة اليها، مما يهدد بتفاقم المشكلة البيئية الناتجة عنها. كما ان البلدية باشرت ببناء بركة بديلة اكثر قربا من الاراضي الزراعية. وتبدو البلدية قد حسمت امرها لجهة ردم البركة وباشرت بالفعل في عمليات الردم، اذ تقوم شاحنات بتفريغ الردم الناتج عن المنازل المهدمة في عيترون ورميها في البركة، التي يظهر ان روائح المياه الآسنة قد عبقت في اجوائها. كذلك طرأ التغيرعلى لونها ايضا، حيث تطفو الأوساخ على سطح مياهها الراكدة.