تواجه بلدة عيترون، مشكلة التأخير في دفع التعويضات المستحقة

تولت السعودية شراء وتغطية كلفة تركيب ثمانية وأربعين منزلاً جاهزاً لإيواء من لم يجدوا منازل للإيجار، وتلقى الأهالي وعداً من السفير السعودي د. عبد العزيز خوجة لدى افتتاحه مشروع المنازل الجاهزة بأن يبدأ دفع التعويضات في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي، لكن الدفع تأخر حتى الرابع والعشرين من كانون الأول.
افتتحت أمينة محمد علي السيد السكن في المنازل الجاهزة مع ابنها الشاب الوسيم، لديها ثلاثة أولاد من زوجها الذي استشهد في مجزرة صبرا وشاتيلا، أحدهم مهاجر الى ألمانيا. كان منزلها مؤلفاً من ثلاث غرف خسرته مع الأثاث. تقاضت من جهاد البناء مبلغ ثمانية آلاف وخمسمئة دولار بدل إيواء لكنها لم تجد منزلا تستأجره فانتقلت الى منزل جاهز، ينتظر التجريب مع الشتاء، أثاثه عبارة عن بضعة طراريح وفرش للنوم وسجادة وأغراض مطبخ بسيطة.
يقول ابنها إنه يوجد في عيترون منازل عدة مقفلة، أصحابها مهاجرون خارج لبنان، لم يرغبوا بتأجيرها لأنهم يريدون السكن فيها صيفاً.
يعتبر العديد من الأهالي أن هناك ظلماً لحق بهم من جراء المسوحات، توجد منازل صنفت للترميم بينما كان يجب هدمها لأنها متصدعة وأعمدتها مضروبة، بينما أصيبت منازل أخرى بأضرار خفيفة وصنفت للهدم لأن أصحابها لديهم واسطة مع الذين قاموا بعمليات المسح، من أجل الحصول على تعويض بدل بناء.
كان الموقع الاسرائيلي في بلدة عيترون آخر المواقع التي انسحبت منها إسرائيل بعد الحرب، تسكن بالقرب منه عائلة موسى سعيد منصور في منزلها المؤلف من ثلاث طبقات، شيّدها الأبناء من مواسم زراعة التبغ.
تقيم العائلة في الطابق الثالث من المنزل، لكنه احترق خلال القصف الإسرائيلي وتصدع في الوقت نفسه. سكنت لدى عودتها بعد الحرب في منزل أهل زوجة منصور، بانتظار ترميم الطابق الثاني غير المستكمل البناء بالإضافة الى تضرره من جراء الحرب.
تسكن حالياً في غرفتين في الطابق المذكور وضعت فيهما فرشاً وأغراض المطبخ، لأن أثاث المنزل احترق مع الملابس. لم تتقاض العائلة حتى الآن بدل إيواء من جهاد البناء ولا بدل ترميم من أي جهة. تقول زوجة منصور إنهم رمموا المنزل بالدين بانتظار دفع المبلغ المستحق لهم، وبلغت كلفة الترميم ما يقارب ستة آلاف دولار.
يقول رئيس بلدية عيترون سليم مراد إن السعودية بدأت قبل عطلة الأعياد بثلاثة أيام دفع تعويضات بدل الترميم، عبر موظفي مجلس الجنوب، وقد جرى في المرحلة الأولى دفع التعويضات التي لا تتجاوز قيمتها الاثني عشر مليون ليرة، طالت ما يقارب ثمانمئة منزل متضرر من أصل ألف ومئة منزل، فيما قررت شركة الخطيب وعلمي إعادة التدقيق في المنازل المهدمة وعددها مئة وخمسين منزلاً، بالإضافة الى أربعمئة وثلاثين منزلاً من المنازل المتضررة.
وتوضيحاً لشكاوى عدد من الأهالي بشأن عدم ورود أسمائهم على جداول مجلس الجنوب، يقول مراد إن هناك بعض المتضررين الذين توقفت الشيكات المقررة لهم بانتظار الكشف على منازلهم من قبل شركة الخطيب وعلمي، وهناك البعض الأخر الذين لم ترد اسماؤهم على الجداول الجاهزة للدفع، ربما تأتي ضمن الجداول الخاصة بالمرحلة الثانية من دفع التعويضات.
من جهته، يقول مسؤول «حزب الله» في بلدة عيترون، ابراهيم بعلبكي، إن جهاد البناء دفعت حتى الآن ما يقارب ستين في المئة من تعويضات الترميم، كما دفعت بدلات الإيواء، باستثناء بعض الأسماء التي حصل فيها التباس لدى تسجيلها ومنها عائلة منصور، فقد سجل المنزل باسم الزوجة زينب قاسم حمود، بينما كان مندوبو المؤسسة يبحثون عن اسم الزوج في جدول التعويضات ولم يجدوه، وجرى تصحيح الالتباس على أن يدفع للعائلة تعويضاتها المستحقة لها.
لم يسكن في المنازل الجاهزة غير عشر عائلات، كما يؤكد رئيس البلدية، ويعود سبب ذلك الى تدبر امرهم قبل تركيبها وعدم استساغة الأهالي السكن في منازل غير معتادين على شكلها، علماً ان تلك المنازل ستبقى باسم البلدية على أن تقيم فيها مخيمات صيفية أو نشاطات أخرى.

السفير