اللهم صلي على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما يتعهد المربي بتربة الطفل مند الصغر ، والتبكير في تنشئته نشأة سليمة ، سيساعده على اختصار المسافات الزمنية في غرس القيم والفضائل والملكات ، فيوم واحد في السنة الأولى أطول بكثير من يوم واحد في سن الثلاثين ، لأن قدرة الطفل على االاقتباس والتقليد أكبر وحاسة التقبل عنده شديدة ، فبأستطاعته أن يلتقط كل حركات وسكنات ومواقف المحيطين به بصورة سريعة وفعالة كما لو كانت عدسة مصـّور تفعل ذلك ، ومن هناك كان من الضروري بمكان الانتباه إلى المحيط الذي يعيشه الطفل .المحيط هنا ينبغي أن يكون محيطاً سليماً ، نظيفاً ، يعتني بسلامة مشاعره ، وعواطفه ، محيطاً يتحلى بالفضائل الأخلاقية التي ستكون له درعاً حصيناً في المستقبل ، يجعله قادر على التصدي للأزمات والمنكرات بروح سليمة ، صحيـّة ، خيـّرة .. هذا الطفل لن يعيش صراعاً نفسياً حاداً ، أو مزاجاً مكتئباً يدفعه إلى التصرف بروح عدوانية ، سيكون في الكبر شاباً سعيداً يعيش حياته بصورة سليمة .
فقلب الطفل صفحة بيضاء كما يقول الإمام علي عليه السلام ( إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسوَ قلبك ويشغل لبك ) نهج البلاغه 31
فمشاعر الطفل تظهر قبل عقله ، ويمكن الاستفادة من أحاسيسه قبل عقله ، فالطفل يذهب إلى المدرسة في سن السادسة ،حيث في هذا العمر تبدأ مواهبه الفكرية بالتفتح ، بينما أحاسيسه وانفعالاته تبدأ بالنشاط قبل ذلك بزمن طويل ، في هذا العمر قد لا يدرك المسائل العلمية والفكرية ، لكنه يتحسس المشاعر العاطفية كالرحمة ، والقسوة ، والحب ، والكره ، والعطف ، والحنان ..
لهذا كان حضن الأم ودفء الأسرة المحطة المهمة والضرورية لسعادة الإنسان مستقبلاً ، ولا يمكن تعويض هذه المشاعر إلا من منابعها الصحيحة ، فلا الخادمة ولا دور الحضانة قادرة على تنشئة طفل سوي العاطفة قدر الأم والأسرة الصحيحة نفسياً ..
تمنياتي لكم حياة سعيده
تقبلوا تحياتي العطرة
بنت جنوب لبنان