إنطلقوا مع الفجر ..أناسٌ أحبّوا الله ورسوله و أحبهم الله و رسوله,كان ناصر أقلّهم كلاما وأكثرهم همّة . ذلك الجنوبي الأسمر ذو البنية المعتدلة و العيون العسليّة الجميلة, حملو أمتعتهم و عتادهم , صلّوا صلاة الفجر وانطلقوا ,كانت بانتظاره ..تدعو له و ترجو من الله رجوعه سالما , لطالما احبها , أحبّها منذ الصغر , و أحبّته , جنوبية أخذت على نفسها عهدا ألا تتزوج إلا مجاهدا , كانت تقول له: عسى يكون لي شفاعة من شهيد في يوم لا ينفع فيه احد أحدا .
لم تفارق صورتها خياله ولم يتوقف عن اللهج باسم محمد و علي والحسن والحسين لم يتوقف عن لهج اسم زينب والزهراء ويذكر اسمها كلما أخذه الشوق.
كان المسير مضنيا ,لكنه ممتعا وهل احلى من طعم الضنى في سبيل الله !
رافقته حتى الغروب ..
وانطلقت الزخّة الاولى معلنة بدئ المواجهة . أضاء وجهه ومضى في أروع استبسال ذاكرا في نفسه كربلاء . ثم هدأ روع المعركة قليلا و استؤنف من جديد فكانت الرصاصة الأولى لتزرع في صدر ناصر , شاركت الرصاصة تلك الفتاة الجنوبية في قلبه , لفظ اسمها و دمعت عيناه , كتبه بيده على صخرة وقع عليها ثم نادى يا حسين. . امتزج دمعه بدمه و رحل مع آخر خيط من شمس ذاك النهار الى جوار الحسين و جده الرسول الأكرم(ص) تاركا ورائه حبا لطالما وعد نفسه أن يلتقي به ان في الدنا أو في جنان الخلد.
وداعا يا ناصر