قصة مريم اعجبوبة الحرب في عيترون

صور (لبنان) (رويترز) - رغم الشظية التي اخترقت ساقها بقيت مريم توبة لمدة 27 يوما على قيد الحياة

في قريتها على الخط الامامي في حرب لبنان قبل ان تأتي النجدة. وخلال تلك الفترة العصيبة قالت مريم البالغة من العمر 73 عاما انها كانت تزحف على الارض للحصول على الماء من خزان مياه الشتاء.

وقالت من على سريرها في مستشفى في مدينة صور الساحلية: "لم استطع الوصول للحصول على اي طعام.. كنا نسحب انفسنا بايدينا. كنا نبحث، أنا وابن عمي، عن مكنسة امامنا او اي شيء اخر لتنظيف الارض من الزجاج حتى نستطيع ان نزحف للوصول الى قليل من الماء".

واصيبت توبة في قريتها عيترون خلال اول ايام الحرب الاسرائيلية مع حزب الله التي انتهت هذ الاسبوع مع قرار الامم المتحدة الهدنة.

وقال رجال الانقاذ انهم وجدوها مع ابن عمها يوم الخميس عندما استطاعوا اخيرا الدخول الى المنطقة التي شهدت كغيرها من بعض المناطق قتالا ضاريا. وكانت وكالات الاغاثة وجهت الدعوات لأسابيع لتمكنها من الوصول الى الجنوب ومساعدة المحاصرين في القتال.

وقالت توبة ان القصف الذي اصابها قتل شخصين من اقاربها الذين كانوا مختبئين في منزل العائلة الحجري القديم في القرية على بعد امتار قليلة من الحدود مع اسرائيل.

وقالت: "ظللنا 27 يوما مطروحين ارضا ودمنا ينزف والقتلى بجانبا. رائحة القتلى فاحت ومرضنا من رائحتهم. صار الدود يسعى علينا منهم. لم يكن هناك احد يساعدنا في القرية. الناس هربت ولم يوجد احد. الاسرائيليون كانوا يحاولون ان يدخلوا".

واضافت: "استمر القصف فوق رؤوسنا. شعرنا ان المنزل سينطبق علينا. ولم يكن القصف يتوقف لا ليلا ولا نهارا. لم نكن نستطيع النظر بسبب الغبار المنبعث جراء الصواريخ والقذائف".

ووضعت رجل توبة في جبيرة هذا الاسبوع مع وضع ضمادات اضافية على الجرح حين ازال الاطباء الشظية. ومع عدم تناولها العلاج لمدة 27 يوما لم تكن متأكدة من ان الاطباء يستطيعون المحافظة على الرجل.

وقالت: "صرت اضغط على جرحي لأخرج قطعة من الشظية.. شظايا هذه القنابل العنقودية المحرمة التي ضربتها علينا امريكا وليست اسرائيل. امريكا تريد ان تأخذ الدنيا كلها".

ولم تكن تصدق عينيها عندما وصلت النجدة اخيرا "قلت من فضلكم انقذوني سأموت انا وابن عمي. اخذونا الى مستشفى تبنين. لكنهم لم يجدوا لنا اطباء هناك فاحضرونا الى هنا".

وقالت: "في يوم ما دخل الاسرائيليون الى غرفة نومي تحدثوا معي لكني تظاهرت باني لم اسمعهم. لم ارد عليهم على الاطلاق. ظنوا اني ميتة.. قلت احسن ما يقتلوني فلن ارد افضل

شكرا لك اخ زلزال

تقبل تحياتي

» ايام الحرب فيديو عيترون تحت النار
» جاهز فيديو عيترون بنت جبيل عيناتا بعد الحرب
» مريم خائفة من هدير الطائرات وأم محمد رمت منديلها الأبيض
» شهداء الحرب رحمهم الله
» الحرب الأهلية وخطباء الجمعة