امتاز جبل عامل بامور عدة منها :
-الأول- طيب هوائه و نقاؤه و عذوبة مائه و طيب تربته.
-الثاني- امتياز سكانه بالذكاء و اعتدال القرائح و لعل هذا ناشىء عن الأمر الأول لتأثير الاقليم في الطباع و اعتدال الهواء في اعتدالها.
و يشهد بذلك انه ما حل العامليون في قطر من الأقطار إلا و تعلموا لغة اهله بأقرب وقت وتكلموا بلهجتهم بحيث لا يمتازون عنهم ولا يظنهم السامع غرباء بل يخالهم من أهل تلك البلاد في حين اننا نرى بعض من يسكن جبل عامل من اهل البلاد العربية يسكن فيه الزمان الطويل ولا تتغير لهجته او تتغير الى لهجة ثالثة فضلاً عمن يسكن فيه من غير العرب الذين تبقى العجمة بادية على لغتهم العربية التي تعلموها و نرى الأمي من العامليين الذي لم يعرف غير الفلاحة و الزراعة يهاجر الى أمريكا او افريقية لطلب الرزق فيتعلم بأقرب وقت لغتهم و يجيدها و يتعلم القراءة و الكتابة بالحروف اللاتينية و العربية و يتعاطى التجارة و الصناعة و يتقدم في ذلك فضلاً عن المتعلمين منهم.(1)
-والثالث- كثرة من نبغ فيه، ففي اوائل الفتح الإسلامي و بعده بمدة نبغ في العامليين الشعراء و العلماء و القواد و الأمراء.
فلقد نبغ فيه من القرن السادس الهجري او قبله الى اليوم في كل عصر من العلماء في كل فن والشعراء و الأدباء و الكتاب العدد الكثير الذي يفاخر به جبل عامل سائر الأقطار و يفاخر بهم عصرهم سائر الأعصار و الذين إن لم يكونوا قد امتازوا عن سكان باقي الأقطار فلا ينقصون عنهم. و لم ينقطع منه العلم من ذالك الحين الى وقتنا هذا.