نعمة الإبصار من أعظم النعم التي حباها الله للإنسان، ولا يشعر بعظمتها إلا من فقدها، وفي هذه اللحظة يتمنى لو أنه دفع بكل ما يملك في سبيل رؤيته للنور ما تردد قيد أنملة في أن يفعل ذلك.. فبدون نعمة البصر يعيش الإنسان في عالم آخر يسود فيه ظلام دامس، وليل طويل لا ينجلي إلى أن يشاء الله ... وفي ظل الثورة الطبية الهائلة التي نعيشها حالياً يحاول الأطباء بكل ما يملكون من خبرات إيجاد طرق جديدة لإعادة الإبصار للمكفوفين.
وفي بادرة طبية تحمل الأمل للملايين من فاقدي البصر، استطاع علماء بريطانيون تطوير أول علاج جيني لمرض وراثي في العين يقود إلى تدهور القدرة على الرؤية، وذلك في مستشفى مورفيلد الشهير في لندن، في عملية هي الأولي من نوعها في العالم.
فقد تمكن الجراحون من حقن عين واحدة لمريض بريطاني، بجين سليم لاستبدال نسخة جينه السيئة، ويطلق على الجين المتوارث اسم "ار بي إي65" ، ويقود العيب المتوارث فيه إلى منع الخلايا الحساسة للضوء في شبكة العين من تأدية وظيفتها المطلوبة.
من جانبه، قال روبن علي البروفسور في معهد العيون بجامعة يونيفرسيتي كوليدج في لندن، الذي أشرف على فريق العلاج، في حديث هاتفي مع جريدة الشرق الاوسط: "إن العملية هي الأولى من نوعها التي تجرى على الانسان، وأنها كانت ناجحة، وهو يأمل مع فريقه في أن ينجح العلاج الجيني في تمكين المريض روبرت جونسن الذي اختير من بين 12 متطوعا، من تحسين بصره".
ولا يزال المريض يرى بعض الخطوط العامة أثناء النهار ويميز بعضا من الأشياء الطفيفة أثناء الليل، ويأمل الأطباء في أن يتحسن بصره خلال الأشهر المقبلة.