السنيورة والإنتصار !؟

هل كان رد السنيورة على تقرير فينوغراد موجهاً إلى العدو الصهيوني المنهزم, أم إلى المقاومة في محاولةٍ للتغطية على بطلان مقولتهم بهزيمة لبنان؟

لقد حاول السنيورة في معرض ردّه وتعليقه على تقرير لجنة فينوغراد, تجاهل انتصار المقاومة اللبنانية و الفشل الصهيوني في حربه على لبنان على الرغم من تكرار وتشديد التقرير على هذا الفشل وتداعياته, لكن خيبة أمل السنيورة وفريقه الذين كانوا يأملون من فينوغراد أن يضمّن تقريره - ولو كلمة شتمٍ للمقاومة لتثلج صدورهم في لبنان-فأخذ يركّز في تعليقه على على مسألة إهمال التقرير للدمار والخسائر التي سبّبها العدوان الصهيوني على لبنان, متناسياً أنه (قبض) ثمن هذا الدمار مليارات الدولارات التي وُزعت على المحسوبيات, وهذا كان تكملةً للمسلسل الذي بدأ به رئيس الحكومة اللاشرعي مع فريقه لإحباط عزيمة المواطنين وتأليبهم على المقاومة.
وإذا كان يعرف السنيورة أن حماية لبنان لا يكون إلا بالتوافق والحوار, فلماذا أحبط جميع ما شهد وطنه من مبادرات لحل الأزمة؟ ولماذا لا يقدّم تنازلاتٍ أقلّها استقالة حكومته والسعي لتأليف حكومة وحدةٍ وطنية تنهض بالوطن من النزعة الإنهزامية إلى الإنتصار ومن التفرد إلى الشراكة؟
وإذا كان ما يصرّح به السنيورة يقصده, فلماذا لم يُهنّيء المقاومة بما فعلته لأجل لبنان ولا سيما أنها المرّة الوحيدة التي تُهزم بها إسرائيل على جميع الصعد خلال أكثر من نصف قرن من الصراع العربي الصهيوني , ولماذا يقوم بالتصعيد مع فريقه الإنقلابي الذي يعرض عضلاته في المجلس النيابي كل أربعاء حيث حوّلوه إلى نادٍ للتجمعات الهرطقية من أجل الإنقلاب على المجلس ورئيسه الحامي للطرق الدستورية؟ الظاهر أن لا حياة لمن تنادي.
نعم هناك إحترام من الناحية الإنسانية للعدو الذي يحاول جاهدا الحفاظ على دولتهم, حتى ولو أنها مبنية على الباطل, فالعدو وقياديوه المنهزمون أعطوا لشعبهم الإنطباع الإيجابي لشنّهم الحرب على لبنان, بالتغطية على هزيمتهم من خلال إشاعة أخبارٍ مختلقة مفادها أنه تمّ تحجيم قدرات المقاومة العسكرية, وعندما ثبت الفشل وأصبحت الهزيمة وصمة عار مفضوحة على جبين أولمرت قام هذا الأخير بالإعتراف بالفشل وأخذت رؤوس وزرائه بالتدحرج الواحد تلو الآخر كما حصل لرؤوس جنرالاتهم التي تدحرجت من قبل , وهو ما ليس بغريب على دولةٍ هُزمت من قِبل مجموعة من الأبطال الأشاوس.
ولكن العجب كل العجب, لحكوماتٍ وزعماء وصل الإنتصار إلى أبواب ديارهم على طبقٍ من ذهب, فرفضوه ورفسوه بأرجلهم, لا بل أخذوا يشيعون العكس ويهللون ويفتخرون بالهزيمة التي كانوا يريدونها للبنان وشعبه, ولكن المقاومة خيّبت آمالهم التي ذهبت في مهبّ الريح بصدور مثل هذا التقرير الفينوغرادي الذي اعترف صراحةً بالهزيمة والفشل, والذي تلقّفته وسائل إعلام الفريق الحاكم في لبنان بكل خجل واستحياء, وما كان ينقصهم إلا الدفاع عن أولمرت وحكومته كما يدافعون عن السنيورة ووزرائه.
لم يكن نصر المقاومة فقط على العدو الصهيوني بل أيضاً على المجتمع الدولي الذي دعمه عسكرياً ومالياً و(مواقفياً)
فهل من خطوة سنيورية شجاعة تماثل خطوة أولمرت في الإعتراف بالأخطاء التي ارتُكِبت بحقّ لبنان؟
لم يكن نصر المقاومة على العدو الصهيوني فقط بل أيضاً على المجتمع الدولي الذي دعمه عسكرياً ومالياً و(مواقفياً)
فإن أتتك السهام من العدو وجهاً إلى وجه, فستحمي نفسك وتعرف كيف تواجهه, ولكن إن أتاك الطعن من الخلف وبأيدي شركائك في الوطن, فكيف سيكون الحال.

حسين احمد طحان

شكرا اخ بلال