معرض المعارف للكتاب يجسّد الصمود بالفكر والثقافة

يُطل معرض المعارف للكتاب العربي والدولي هذه السنة حاملآً عدة معاني ورموز فهو ينطلق في ‏شهر انصبغ بطابع التحرير والمعرض ايضاً على مشارف انتصار شهر تموز...>>>
والرسالة الموازية ‏انه ينبعث من موقع أراده مدمّروه رمزاً للموت والدمار فإذ بالمعرض يضيف على مجمع سيّد ‏الشهداء، الشاهد الحيّ، رمزية ثقافة الحياة والمعرفة. وإذ بهذه المعطيات تصبغ العرض ‏بعلامات بارزة حيث يشكل حدثاً بارزا إن كان في مكانه وزمانه خاصة أنه قد حظي في افتتاحه ‏برعاية وحضور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحضور حشد سياسي وثقافي واجتماعي ‏لافت ومتنوع حيث انطلق المعرض في 2 أيار الحالي ليستمر الى الثالث عشر منه.‏
منظمو المعرض وهي «جمعية المعارف» أرادت بهذا الحدث أن يأخذ طابعاً مختلفاً خاصة ما بعد ‏العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي كان يهدف الى نشر ثقافة التدمير فأصرت الجمعية على ‏إبراز المكان على أنه منبر للعلم والمعرفة.‏
فمن قلب الضاحية يتواصل معرض المعارف للسنة الثانية على التوالي وهو يشكل حاجة لمنطقة ‏وفئة محرومة من اهتمام الدولة كمناطق كثيرة في لبنان وإن كانت الجمعية لا تبغي من معرضها ‏سوى تفعيل الجوّ الفكري والثقافي، فإن الجوّ السياسي الضاغط لا يمكن الا وأن يرمي بثقله على ‏ظلال المعرض فيحاول البعض أن يصبغه بطابع طائفي مشوها بذلك وجهته الأساسية وهدفه، ولكن ‏ردّ المسؤول الثقافي للمعرض الدكتور علي الحج حسن ليؤكد أن المعرض هو للكتاب ومن الجميل ‏أن نحمل معنى الكتاب على معانيه الجميلة وهو الذي يحمل في طياته أسمى ما يعتقد به الإنسان.‏
جولة في المعرض تعطيك فكرة واضحة عن نوعية الكتب في المواضيع والمجالات كافة. دور النشر ‏التي بلغت 257 داراً لبنانياً وعربياً وأجنبياً هذه السنة، حملت الى المعرض زاداً متنوعاً من ‏الفكر والمعرفة من كتب دينية وثقافية في السياسة والادب والفن والطبخ الى كتب الأطفال ‏وغيرها.‏
زوار المعرض بلغوا في اليوم السادس حوالى المئة ألف زائر من مختلف الأعمار. يوفر المعرض ‏لهؤلاء الزوار حسب المسؤول الثقافي للمعرض فرصة الحصول على حاجتهم من الفكر والمعرفة بسعر ‏معقول حيث أن المنظمين لا يبغون الربح من الدور المشاركة فهي تسعي لأن توفر حجة الناس ‏بأقل كلفة ممكنة.‏
وعلى هامش المعرض وبرامجه المتنوعة من ندوات وتواقيع كتب تأتي برامج دور النشر مكملة ‏ومغنية المعرض بمضامينها.‏
ويؤكد الدكتور علي الحج حسن أن المنطلق للمعرض لم يكن أبداً على أساس طائفي أو ديني «بل ‏وقد دعينا كل دور النشر اللبنانية من دون استنثاء». كما يؤكد أنه لم يجر أي تحفظ أو ‏رقابة صارمة على الكتب سوى اعتماد نظام المطبوعات اللبناني. ولعل حجم مبالغ المبيعات ‏التي سُجلت السنة الماضية والتي بلغت 350 مليون ليرة لبنانية تؤكد على أن رواد المعرض لا ‏يبغون تسجيل مواقف أو ردود فعل سطحية بل هم قد اكدوا أن المعرض هو فسحة لتوفير العلم ‏والثقافة لأبناء المنطقة وضواحيها. وقد يسأل كثيرون هل إن المعرض يرتاده مسيحي ومسلم أم ‏هو ذو طابع شيعي أو اسلامي فقط، ولكن في افتتاحه جرى تأكيد عكس ذلك حيث أصرّ السيد حسن ‏نصرالله على قصّ شريط الافتتاح يده بيد ممثل البطريرك صفير وهو يقول «إن لبنان لا يمشي الا ‏بجناحيه الاسلامي والمسيحي» إضافة الى تواجد حشد كبير لممثلي مختلف الطوائف المسيحية ‏والإسلامية ورجال ثقافة وفكر وسياسة.‏

الكتاب يدعم..‏

المعرض تأكيد على عطاءات المقاومين بالسلاح وبالقلم أيضاً. وأنت تمشي في أرجاء قاعة سيد ‏الشهداء، لا يمكن الا وأن تستحضر في ذاكرتك، وعلى رغم زحمة الزوار والكتب والنشاطات، ‏آثار العدوان الأخير في الأجواء تعبق رائحة النصر وفي الأجواء أيضاً تصلك مسامع أغاني ‏النصر والمقاومة المنبعثة من زاوية المعرض هناك وحيث شباب «هيئة دعم المقاومة» حاضرون ‏دوماً للتأكيد على أن المقاومة التي أتموها أيام الحرب بالسلاح ها هم اليوم يؤدونها ‏بالكلمة واللحن والثقافة.‏
المعرض الصمود والتصدّي لأبناء الضاحية التي مرت بظروف صعبة، كما يشكل فسحة لأصحاب دور ‏النشر التي استهدفها العدو محدثاً ضرراً فادحاً فيها موفراً لها الفرصة لإحداث انطلاقة جديدة ‏في عملها ما بعد الحرب.‏
يأمل المنظمون ان يستمر هذا النشاط على مدى السنوات التالية، فالتجربة الاولى بالنسبة ‏اليهم كانت مشجعة وهذه السنة أيضاً وفي عملها تشدد «جمعية المصارف» على أن المعرض هو عمل ‏مفيد وأي مكان يحمل طابعاً ثقافياً وفكرياً فهو يعزز جوّ الفكر والثقافة في هذه المنطقة.‏



أدلات بيطار - الديار