اللهم صلي على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن الامام المهدي(عليه السلام)
فليعمل كلُ أمرءٍ منكم بما يقربُ به من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهيتنا وسخطنا
يقول الإمام الخميني (قده): علينا أن ننظر في صحيفة أعمالنا قبل أن تصل إلى محضر الله ومحضر صاحب الزمان (عج).
وبعد النظر في صحيفة الأعمال ومن أجل أن يكون المؤمن بالمستوى اللائق في محضر الإمام (عج) لا بد من مراعاة جملة من آداب العلاقة معه والارتباط به، هي تلك الآداب التي وردت في الأحاديث عن أئمة أهل البيت (ع) والتي نذكر منها هنا ما يلي:
1ـ مبايعته: فقد ورد في دعاء العهد: «اللهم إني أُجدّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً».
2ـ إظهار الشوق لرؤيته: حيث ورد أن أمير المؤمنين (ع) ذكر المهدي (عج) من ولده فأومأ إلى صدره شوقاً إلى رؤيته.
وعن الإمام الصادق (ع) أنه قال وهو يتشوق لرؤيته : «... لو أدركته لخدمته أيام حياتي».
وعلمنا أهل البيت (ع) أن ندعو الله لرؤيته ففي دعاء العهد: «اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، وأكحل ناظري بنظرة مني إليه».
وفي دعاء الندبة: «... وأره سيّده يا شديد القوى...» وفيه أيضاً: «.. هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى».
وورد في دعاء العمري عنده (عج): اللهم إني أسألك أن تريني وليَّ أمرك ظاهراً نافذ الأمر.
وفي بعض الأدعية ورد: «اللهم أرنا وجه وليّك الميمون في حياتنا وبعد المنون».
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن رؤية الإمام (ع) في زمن الغيبة الكبرى ممكنة بل وميسرة لخواص المؤمنين. وقد تشرَّف بعض علمائنا برؤيته صلوات الله عليه فقد نُقل عن السيد بحر العلوم أنه جاء إليه رجل وسأله عن إمكان رؤية الإمام الحجة (ع) في زمن الغيبة الكبرى. فسكت السيد عن جوابه وطأطأ رأسه وخاطب نفسه.. ما أقول في جوابه؟ وقد ضمني صلوات الله عليه إلى صدره.
كما ورد في وصية السيد ابن طاووس لولده: والطريق مفتوحة إلى إمامك لمن يريد الله جلّ شأنه عنايته به وتمام إحسانه إليه.
أما الروايات التي تكذّب من ادعى رؤيته فليس المقصود بالرؤية فيها ما أشرنا إليه بل هي تشير إلى معنى آخر وهو ما نقله الشيخ الاشتهاردي عن الإمام الخميني (قده) حيث يقول: .. والأخبار الدالة على تكذيب رؤيته منزَّلة على دعوى رؤيته بدعوى نيابته الخاصة من قبله (ع) كنيابة الحسين بن روح وغيره من النواب الأربعة
3ـ الثبات على ولايته: فعن الإمام الباقر (ع) أنه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم. طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جلَّ جلاله فيقول: عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدّقتم بغيبي فأبشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وإمائي حقاً منكم أتقبّل وعنكم أعفو ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء، لولاكم لأنزلت عليهم عذابي
تقبلوا تحياتي العطرة
بنت جنوب لبنان