وفيه يقول ربيعة بن الحارث بن عبدالمطّلب :
ما كنتُ أحسبُ أن الأمر ( منصرف ) من هاشم ثمّ منها عن أبي حسن
أليس أوّل من صلّى بقبلتهم وأعرف الناس بالأثار والسنن
وآخر الناس عهداً بالنبيّ ومن جبرئيلُ عونٌ له في الغسلِ والكَفنِ
ومنها: أنّ النبيّ صلّى
الله عليه وآله وسلم حمله حتى طرح الأصنام من الكعبة .
فروى عبد
الله بن داود، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي مريم ، عن عليّ عليه السلام قال : «قال لي رسول
الله : احملني لنطرح الأصنام من الكعبة، فلم أطق حمله ، فحملني ، فلو شئت ان أتناول السماء فعلت»
].
وفي حديث آخر طويل قال عليّ : «فحملني النبيّ عليه السلام فعالجت ذلك حتّى قذفت به ونزلت - أو قال : نزوت - » الشكّ من الراوي
ومنها : حديث المؤاخاة .
فقد اشتهرفي الرواية : انه صلّى
الله عليه وآله وسلّم آخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان وعبدالرحمن بن عوف ، وبين ابن مسعود وأبي ذرّ، وبين سلمان وحذيفة ، وبين المقداد وعمّار بن ياسر، وبين حمزة بن عبدالمطّلب وزيد بن حارثة، وضرب بيده على علي فقال : «أنا أخوك وأنت أخي»
].
فكان عليّ إذا أعجبه الشيء قال : «أنا عبد
الله وأخو رسوله ، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب»
].
وعن أبي هريرة - في حديث طويل -: أنّ رسول
الله صلّى
الله عليه وآله وسلّم آخى بين أصحابه وبين الأنصار والمهاجرين ، فبدأ بعلي بن أبي طالب عليه السلام فاخذ بيده وقال : «هذا أخي
] - وفي خبر آخر: أنت أخي
[] - في الدنيا والأخرة» فكان رسول
الله وعلي أخوين .
ومنها: أنّ النبيّ صلّى
الله عليه وآله وسلّم تفل في عينيه يوم خيبر ودعا له بأن لا يصيبه حرّ ولا قرّ، فكان عليه السلام بعد ذلك لا يجد حرّاً ولا قرّاً ، ولا ترمد عينه ، ولا يصدع ، فكفى بهذه الخصلة شرفاً وفضلاً.
فروي عن عبدالرحمن بن أبي ليلى : أنّ الناس قالوا له : قد أنكرنا من أمير المؤمنين عليه السلام أنّه يخرج في البرد في الثوبين الخفيفين وفي الصيف في الثوب الثقيل والمحشوّ، فهل سمعت أباك يذكر أنّه سمع من أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك شيئاً ؟ قال : لا، قال : وكان أبي يسمر مع علي بالليل ، فسألته قال : فسأله عن ذلك فقال : يا أميرالمؤمنين إنّ الناس قد أنكروا ، وأخبره بالذي قالوا .
فقال : «أوما كنت معنا بخيبر؟» قال : بلى .
قال : «فإنّ رسول
الله صلّى
الله عليه وآله وسلّم بعث أبا بكر وعقد له لواء، فرجع وقد انهزم هو وأصحابه . ثمّ عقد لعمر فرجع منهزماً بالناس .
فقال رسول
الله صلّى
الله عليه وآله وسلّم : والذي نفسي بيده لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ
الله ورسوله ، ويحبّه
الله ورسوله ، ليس بفرّار، يفتح
الله على يده ، فارسل إليّ وأنا أرمد فتفل في عيني ، وقال :
اللهمّ اكفه أذى الحرّ والبرد، فما وجدتُ حرّاً بعد ُولا برداً»
].
وفي رواية اُخرى : «فنفث في عيني فما اشتكيتها بعد، وهزّ لي الراية فدفعها إليّ ، فانطلقت ، ففتح لي ، ودعا لي أن لا يضرّني حرّ ولا قر»
].
وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت :
وَكانَ عليّ أرمدَ العينِ يَبتغي دواءً فَلَمّالم يحسن مُداويا
شفاهُ رسولُ اللهِ منهُ بتفلةٍ فبوركَ مَرقيّاً ويُورك راقيا
وقال ساُعطي الراية اليومَ صارماً كميّا مُحبّاً للرّسولِ مُواليا
يُحبّ إلهي والإلهُ يُحبّهُ بهِ يفتحُ
الله الحصونَ الأوابيا
فَاصفى بها دونَ البريّةِ كلّها عليّاً وسمّاه الوزيرَ المؤاخيا