سامحني على هذه الحقيقة بعد كلام السيد لا يحق الكلامليس لأنه يتمتع بالصدق، وبالوفاء، ويعمل على تنفيذ ما يقول، وليس لأنه من أهل الأرض.
ومن طين الإنسان الصافي الصادق المحب لوطنه ولدينه، وليس لأنه من ركائز الشرفاء في زمن غاب عنه الشرف، وليس لأنه لا يختلف عنا بأي شيء، ونشعر كما لو كان صديقا وشقيقا ومن أهل الدار، وليس لأننا في وجوده انتصرنا على أعداء الله، وكشفنا العملاء من أهل الضاد في لغتنا، وممن يدعون الإسلام في المنطقة، وليس لأنه علم المقاومين الانضباط والابتعاد عن الغرور وحمل السلاح للزينة، وليس لأنه يتعامل في السياسة كما يتعامل مع أسرته وحبات تراب وطنه، ويرتكز من خلال قانون الله، وليس لأنه صام طيلة الحرب العربية الأميركية بواسطة إسرائيل على المقاومة والشعب اللبناني رافضا أن يشرب نقطة ماء قبل أن يشرب المقاوم الشريف، ومن تهجر من بيته، ليس لأنه طلب أن نبني الكنيسة قبل المسجد في الجنوب والبقاع احتراما لشركاء الوطن، وليس لأنه يؤمن بوحدة الوطن وبالابتعاد عن الطائفية مع أنه معمم على عكس هؤلاء المنافقين المسلحين بالسموكن وربطة العنق، وليس لأنه يعيش بين أهله ودمرت غرفته كما دمرت منازلنا، وتهجرت أسرته كما تهجرنا، وفقد ولده كما فقدنا الشهداء، وليس لأنه يتمتع بنعمة الاستماع وتقليب ما يسمع حتى يخدم الوطن، وليس لأنه لم يسرق من خزينة الدولة كي يبني القصور لأولاده ويوظف حاشيته، وليس لأنه يأكل كما نحن نأكل من خيرات أرضنا، وليس لأنه يحزن على حزننا، ويدمع إذا فارق عزيزا، وليس لأنه يستمتع إذا شاهدنا نعمل ونعرق ونأكل من مالنا الحلال، وليس لأنه يربي أولاده كما تربينا على الدين والحكمة وعدم الكذب والمسامحة والصبر والتواضع، وليس لأنه يمتلك اللغة العربية بعكس من يتشدق في الليل والنهار أنه من العرب ولا يعرف مخاطبة العرب بلغتها، وليس لأن كل من يزوره يعشقه ويتمنى أن تطول الزيارة، وليس لأنه لم نسمعه يتطاول على من هم عملاء أو يخالفونه الرأي كما يفعل من يقرأ حديقة الحيوان – كليلة ودمنة- وليس لأنه لا يعرف الغدر ولا الخيانة حتى مع من يغدر به، وليس لأنه يقوم بواجباته مع معارفه على أكمل من وجه، وليس لأنه لم يشتم أي عدو أو من تطاول عليه كما يفعل ساسة لبنان، وليس لأنه لم يحقق المكاسب المالية كي يمرر مصالح سياسية على حساب الوطن، وليس لأنه لا يمتلك شقة وسيارة مثلنا مع أننا نتغرب ونعمل ليلا نهارا، وليس لأنه مع الحق دائما ونحن لم نتعود ذلك من حكامنا، وليس لأنه يعرف قيمة الجالس إلى جواره وقد لا يوافقه الرأي.... وليس السيد حسن في خطابه أمس في المعرض فضح الجميع دون أن يذكرهم بالاسم، وعاد إلى أن يذكرنا بأننا ننتمي إلى الإنسان بعكس من يذكرنا بالخواء ويعاملنا كأننا حيوانات...
أعذرني يا سيد حسن... رغم أن في خطابك أمس وضعت حقيقة المنطقة وبترولها وخيراتها في الميزان، وكشفت عورات من يتمتع بكشفها عند العم سام وأولمرت، لكنني لم أستطع غير أن أقول أنك نعمة من الله وقعت علينا في زحمة سقوطنا في وديان الهزائم ليس لأنك تشبهنا بل لأنك تخاف الله وتتعامل معنا كإنسان ونحن منذ سقوط فلسطين لم يتعامل معنا كانسان، وصدقنا ذات يوم أننا من البشر حتى قلدنا الحيوان!!
جهاد أيوب